د.اسمهان ماجد الطاهر
أن اساليب التعليم مع مرور الوقت تتقادم ككل شيء وبالتالي كثُر الحديث عن اساليب حديثة للتعليم. ويعتبر تطوير اساليب التعليم من اكثر القضايا ذات الأهمية في الوقت الحاضر، وعدم الاهتمام بهذا الشأن يعني تراجع مستوى القائمين على عملية التعليم انفسهم ومن ثم المتعلمين.
مع تطور العلم والتقدم التكنولوجي والعلمي المتسارع الخُطا اصبحت المناهج متقادمة، ولم يبلغ مستوى التطوير الذي تم إنجازة حديثاً في مناهجنا المدرسية المرجو والمأمول وذلك بشهادة عدد كبير من القراءات التي تابعت موضوع التطوير وقدمت تقارير. وبإنتظار التطوير الاحدث والافضل للمناهج ماذا يقع على عاتق المعلمين! تساؤل لا بد من الاجابة عليه.
ما زلنا نطالب بتطوير في المناهج بما يحقق ويخلق تطورا نوعيا في تقديم المعلومة وتجديدا في الرؤيه بما يناسب العصر الحاضر وبما يواكب التطور السريع للعلوم والابحاث والتكنولوجيا. وحتى ذلك الحين يبقى على المعلم عبء سد فجوة المعرفة بين ما متوفر من معلومات في الكتب والمناهج وبين ما يجب أن يحصل عليه المتعلم من معرفة جديدة حديثة بإتباع اساليب تعليم حديثة وغير تقليدية.
أن الدور التقليدي للمعلم كملقن يلقى المعلومات المتوفرة في الكتب ما عاد ذي اهمية تذكر. على المعلم أن يكون صانع التجديد ولابد أن يحضر كل ما هو جديد وحديث في مجال تخصصة وبالذات أن المعلومات باتت متاحة ومتوفرة سواء في الابحاث او المقالات الحديثة والكثير من ادوات العرض مثل الافلام العلمية القصيرة والحديثة والدروس الالكترونية ومراكز مشاركة الخبرات المتوفرة والتي تضمن مشاركة المعلومات الحديثة والخبرات الجديدة التي تبثها مما يجعل عملية التعلم عملية غنية عميقة وممتعة للمتعلمين.
على المعلمين احضار بعض المقالات الحديثة التي يتم نشرها وتجد صدى كبيرا لعرضها في الصف ومناقشة الطلبة بها ومحاولة التركيز على قضايا حقيقية واقعية تمس الواقع والحياة والمجتمع المحيط القريب والبعيد. بالاضافة الى اهمية التشجيع على البحث العلمي واذا لم يتمكن المعلم من جعل البحث مهمة رسمية للطلبة فعلى الاقل ليحضر بعض الابحاث الحديثة التي تمت في السنوات الثلاثة الاخيرة ليعرضها على طلبته مع ضرورة مناقشتهم بنتائجها.
اساليب التعليم الحديثة عديدة منها تقسيم الطلاب الى لجان عمل وتكليف كل لجنة طلابية بمهمة البحث عن معلومة ثم عقد جلسة لمناقشة ما انجزت كل لجنة من عمل أو ما حصلت عليه من معلومات ومشاركة بعضهم البعض بتفاصيل تجربة البحث والنتائج التي تم الحصول عليها.
وهناك اسلوب لعب الادوار فبدلاً من سرد دروس التاريخ بروتينية مملة، قد يتم تقمص كل طالب لدور احد الشخصيات التاريخية وحفظ كل التفاصيل المتعلقة بالحقبة او الشخصية ثم يتم مشاركة المعرفة بين الطلاب بمعارفهم التي امتلكوها ويتبادلون ويتشاركون المعرفة ويسردون للبعض الاحداث التي أثرت بكل منهم، طرق من هذا النوع تضمن نجاح وتطور التعليم ومشاركة المعارف بسهولة وببساطة، ويبعدنا عن الاسلوب التقليدي للمعلم الذي يسرد التاريخ بطريقة تثير الملل لدى الطلاب.
استخدام التكنولوجيا وتطبيقات التعليم المختلفة في التعلم وحصول كل طالب على فرصة استخدام جهاز حاسوبي في المدرسة يمكنه من التواصل مع موسوعات العلم ومصادر المعلومات المنتشرة للحصول على المعلومة أو لتعلم برمجية معينة أو لجمع مزيد من المعلومات حول قضية معينة.
لقد اقترح احد خبراء التعليم ادخال الجريدة الرسمية الى الصف وترك الفرصة لكل طالب ليختار موضوعا واحدا ليطلع عليه ويقرأه ثم يتحدث عنه لبقية زملائه في طريقة لربط المتعلمين بالواقع خصوصاً أن عدد من يقرأ الجرائد الرسمية من الطلبة محدود.
يمكن للمتعلمين أن ينسوا بعض ما جاء في الكتب لكن من الصعب أن ينسوا التجارب والاحداث الذي شاركوا فيها وتم استخدام قدراتهم ومهاراتهم فيها وبالتالي يجب أن تتركز اساليب التعليم الحديث على صناعة الاحداث واكتشاف القدرات أكثر ما تركز على كمية المعلومات المعدة للحفظ الذي يعتبر ملكة واحدة ومهارة من مهارات عديدة يجب تنميتها في المتعلمين لتنمية القدرات الفكرية التي يملكونها والتي ستشكل رأس مال بشرياً وفكرياً للمجتمع مستقبلاً. يبقى التعليم القضية الأهم والموضوع الذي يحتاج الكثير من الجد والعمل. أن التنويع في اساليب التعلم ودعم المناهج بالمزيد من المعلومات الحديثة بأساليب عرض متنوعة ومتطورة لا يمكن تجاهله، ولابد من الاستعانة المستمرة بالابحاث والمقالات الحديثة لدعم مستوى المتعلمين وتعزيز المعرفة لديهم ولربطهم أكثر بما يستجد من تطور في العالم من حولهم.
[email protected]